Friday, July 20, 2007

حين ميسرة



حين تكون روحى مقلوبه راسا على عقب أشعر كإننى سلك كهرباء عار قابل للاشتعال فى اى لحظة

ذات وحيدة فى مواجهة عالم لاتجمعها به أيه رابطه
لامفر حينها من الانزواء
حيث يمكننى البكاء بلا توقف، وليس حين ميسرة

تأملتنى فى صمت قبل أن ُتتمتم: بكرة تتعدل
...
استوقفتنى العبارة ومفرداتها ، تلك التى كثيرا ما نرددها حتى باتت أقرب لشعار راح يتسيد كل شىء من حولنا، حتى العلاقات الانسانيه والمشاعر، داهمها الشعار أو بالاحرى قانون الحياة الجديد، ودخلت مع مجمل التفاصيل مرحلة "التأجيل" قهرا لا اختيارا.. لا اعرف لماذا راودتنى الفكرة وأجبرتنى ليس فقط على تأملها وانما على استعادة شريط الحياة ، وجدتنى أتساءل كم مرة أفلت بأحلامى ورغباتى من دوائر التأجيل ،كم مرة تمتمت عن يقين حقيقى"بكرة تتعدل" و.. ما أبشعها هذه الحياة، هاهى تزرع بقسوتها مواطن الشك فى أقوى مراكز اليقين


Tuesday, July 03, 2007

تيمور وشفيقة تواصل أم تنازل ؟




يتغير الزمن ولا تتغير العلاقه بين المرأة والرجل، والتى يبدو وربما ستظل أقرب لعلاقة "توم وجيرى" الثنائى الكرتونى المحفور بذاكرتنا...حقيقة تتأكد دوما ونجح السيناريست تامر حبيب فى إعادة طرحها عبر فيلمه الرائع تيمور وشفيقة ، والذى يعيد فيه مناقشة "ماهية الحب"التى سبق وطرحها فى فيلمه الأروع "عن العشق والهوى" متسائلا من خلاله عن قدرة الحب على الصمود فى وجه المتغيرات و المستجدات التى قد تقتحم الصورة، وتضعه (الحب) فى بوتقة الإختبار؟
غير أن الحب فى "تيمور وشفيقة" ليس فى مواجهه مع المجتمع وقوانينه، عاداته وقيمه كما جاء فى ثنائية " العشق والهوى"، ولكنه هنا فى مواجهة مع الذات وطموحها والرغبه فى التحقق التى قد تتصدر المشهد فيتلاشى الحب، وقد تخبو فينتصر على الذات والطموح..
ما يجعلنا نسأل هل الحب يعنى التنازل عن الأحلام الشخصية؟، ولماذا دائما المرأة هى المؤهلة دوما لممارسة هذا الدور، بتعبير أدق لماذا هى المرشحة دائما للتخلى وبإرادتها الكامله عن طموحاتها، أى تختار بين النجاح العملى والعاطفى؟
هل "سى السيد" مازال يحيا بيننا رغم ملابسه "الكاجوال"، يتحين الفرصه للخروج من "القمم" وممارسة دوره بإستمتاع وتلذذ، رغم "غلاف" التحرر والتحضرالذى يسعى لتصديره دوما..؟؟



هل "مراتى مدير عام " الفيلم الذى قدمه الراحل فطين عبد الوهاب فى الستينيات من القرن الماضى، والذى راح يرصد فيه التغيرات الإجتماعية التى طرأت على المجتمع حينذاك، ومدى قدرته (المجتمع) على إستيعاب عمل المرأة وطموحها، تلك الرؤية والتى تحولت هنا "لمراتى وزيرة"، هل هى نظرية غير قابله للتحقق، بتعبير أدق هل عبارة وراء كل عظيم إمرأة لا يمكن إستبدالها أو تغييرها لـ وراء كل إمرأة ناجحة ومتميزة رجل لديه القدره على كبت شرقيته و أنانيته ومساندتها من أجل التحقق والنجاح ؟!
الأسئلة كثيرة و شائكة وتؤكد أن تامر حبيب تعمد فى تجربته الجديدة (تيمور وشفيقة) الدخول لعش الدبابير رغم مزيج الكوميديا والرومانسيه التى نسج من خلالها أحداث فيلمه المتضمن أيضا للأكشن بوصفه اللون المحبب لبطله أحمد السقا أو تيمور الذى تفتح وعيه على حب جارته شفيقة (منى زكى)، والتى لم تملك إلا أن تبادله الحب بل و الإستسلام بتلذذ (ولكن "مرحليا") لتحكماته، ولمجمل إرهصات الذكورة التى راح تيمور يمارسها ليس فقط على شفيقة ولكن على أمه و أمها بعدما أصبح الكائن الذكورى الوحيد فى حياة هذه المجموعه من النساء، خاصة و أن مهنته كضابط شرطه (حلم طفولته) تؤهله لممارسة هذا الدور وبجدارة .
تحكمات تيمور تحولت لأزمات متكرره فى حياة شفيقة المتمرده بطبيعتها والمؤمنه بطموحها وبقدرتها على التحقق مهنيا وهو ما تنجح فيه بالفعل، حيث تصبح فى بضعة أعوام قليله عالمة متخصصه فى العلوم البيئية مايؤهلها لتولى مسئوليه الوزارة المعنيه بشئون البيئه ، خاصة وأن ذلك يتوافق والفكر السياسى الجديد والخاص بالإفراج عن طموح الشباب ومنحهم فرص للتواجد على خريطة الحياة (فى مغازلة صريحة للنظام الحاكم الذى يتغنى بهذا الطرح رغم أنه يتكسر بالطبع على أرض الواقع)..
نجاح شفيقة طرحه الفيلم كرد فعل لفشلها العاطفى فى تأكيد أخر على أن الحب والنجاح لا يجتمعان، فشفيقة لا تتحقق مهنيا إلا فى السنوات التى تتجمد فيها علاقتها العاطفية بتيمور والذى ينجح هو الأخر فى الصعود مهنيا بعدما أجبر " إختيارا" لا قهرا على التحول من حبيب لأخ فى أول تصادم بين تحكماته ورغبتها التى قد تبدو مشروعه فى أحيان كثيرة ورغم هذا تقابل دوما بالرفض من جانبه وبالتمرد من جانبها ومن ثم كان الانفصال هو رد الفعل الطبيعى والمتوافق وشخصية تيمور، غير أن الحب والذى راحت شفيقة تجتهد فى إستعادته عاما تلو الأخر لا تناله إلا بعدما تتنازل (قهرا...إختيارا لا فرق ) عن مهنتها كوزيرة و تكتفى بدور الحبيبه، وهو إنتصار لا يمكننا تجاهله ولكن علينا تأمله.