Friday, November 02, 2007

المنديل المعقود


نام الليل
وهدأت حبات المطر، فيما كانت تتمتم
:
" الإنسان وريث الموتى..!!

صدمتنى العبارة لا كسؤال فلسفى ، ولكن رغبه فى تفهم قد يتحول ليقين أو ماشابه، فكلنا ولا جدال موتى بصورة أو بأخرى، حتى أجسادنا بعضها يعيش على الارض فيما الروح لاتزال تبحث عن كيان يحتويها وليس فقط تسكنه..

واصلت تقول:
لا شىء مثير كما يظن البعض، فقط نبيع واقعا لنشترى حلما ثم نكتشف أنه ليس الا وهما...

و..أسقط فى يدى، لم أستطع تجاهل الرد على أسئلتها أو الصمت عما تثيره من اشكاليات وما تطرحه من رؤى، كانت محمله بالاسئلة والهموم وكان على مشاركتها بإيجابيه ، وبعيدا عن أى مراوغات حكائية، غير أن منديلى المعقود كان فارغا لايقبض على حكمه يمكن أن تستظل بها..

تحججت بموعد عمل نسيته وانهيت اللقاء مسرعة، فلم أكن مهيأة لإثارة الجدل أو فتح ملفات عن نجوم المرحلة التى تدمن صديقتى الانطلاق عبر حكاياتهم لفضاء أرحب من النميمة السياسية، كانت تعرف كيف تلتقط حواس مستمع باحث عن التسليه فتنطلق فى الحكى عن الفرز الاجتماعى ،الثقافات المتخلفة ، الاخلاق الفاسدة، وأشياء أخرى تتلذذ بإثارتها بعدما أفرغت حياتها وتفرغت تماما للبحث عن مخرج من هذا النفق المظلم الذى نعيش فيه جميعا، كانت مؤمنة بإمكانيه التغيير وأن فضح العفن والفساد هو الوسيلة الوحيدة للمقاومه، "حيلة العاجز" كما كنت أسميها، وكانت دوما تعترض...

لم يكن لديها زوج يشاركها وحشة الايام ، أخرجته من حساباتها يوم هجرها لصديقة مشتركة، كفرت بالحب تماما وان لم تمل الدفاع عنه كقيمة انسانيه، حتى ابنها الوحيد والذى تعهدت برعايته كبستانى صبور لم يمنحها الورده عندما كبر، لهذا اتعجب كثيرا من قدرتها على الحرب والجدل وهى هاربة من الحياة ، كيف لديها القدرة على العطاء ويدها فارغة، كنت أراها تعيش على هامش الحياة والتأثير، وان لم أخف اعجابى بقدرتها على الصمود ، ومجابهة كل العواصف التى اعترضتها برحلة الحياة، حتى أنى تجرأت يوما وسألتها كيف؟ فأجابتنى بإبتسامة مغلفة بالمرارة " القبول بالواقع أكثر حكمة من التعلق بالأحلام"، ورغم هذا لم تفلت من "وهم" انتاج عالم أخر بسماته وشخوصه وقيمة واخلاقياته، عالم رسمته بعناية ودقة والاهم انها منحته ما تبقى من روحها...

Saturday, August 25, 2007

"الاحلام "بتصرف



"فى زمن أخر أكثر هشاشة استسلمت لاحلام اليقظة دون ادنى مقاومه، وفى تعاون مذهل على مواصله قبح الحياة".. كانت تعبر عن شعورها بالامتنان لعبقرية تلك الفكرة، ما دفعها لنصيحتى بممارستها وبإنتظام، مشيرة لأن "أحلام اليقظة" هى المستقبل كله، قالتها ببساطة وبلا ذرة أمل ..
واصلت قائله: ولكن الأمر يحتاج لقرار حازم ، استعيدى صور عذبه من ذاكرة المراهقة و..
هل يمكن أن تعيننى أحلام اليقظة على توازن نفسى نسبى على الاقل، هل ستمنحنى القدرة على تجاوز "الفشلات الكبرى"، أو على أقل تقدير تحرر دموعى تلك التى تأبى أن تتدفق؟
لحظة الامساك بحلم هل هى الحقيقة "البديله" التى يجب أن تدوم
طالما فشلت فى احالة الخيال لواقع و ترجمته لحقيقة ملموسه؟
كيف يمكن أن نتلاعب بصور الحياة فى حالة اشبه بـ "اقتباس" مدبر وتحت مسمى "احلام اليقظة"؟
هل سيتوقف دورنا عند الاستعانة بها وفقط، أم سنبدأ فى الاضافة والتعديل وربما نصنع حياة كامله لكل ما نراه من حولنا، حياة مختاره بعنايه حيث لا مجال فيها للخديعة أو الالم أو..، و..، ثم ماذا لو اعجبتنا اللعبه وبات الحلم حقيقه، كيف سنتوازن عندما نفيق على بشاعتها، فالقانون لا يحمى المغفلين، وقبح حياتنا ربما أقل حدة من تلك الاحلام "الوهميه"..

مجددا هل يمكن للأحلام أن تعينك على تجاوز الالم؟ او حتى تساعدك على ترجمة مفرداته بما يساعدك على تفهمه، ومن ثم التحررمنه..
كيف يمكن أن نعيش فى الأحلام وليس بالأحلام؟
أن ننجو من شرك "الوهم"...



***************************************************
اعتذار واجب

عندما لاأكتب أصبح أكثر قبحا.. أفقد هويتى، حقيقة ادركتها مؤخرا والكتابه تعاندنى ، استعصى الحرف فلم استطع حتى الرد على تعليقاتكم .. فعذرا كثيرا، وعلى وعد بـ "تفعيل" التواصل مجددا، سواء هنا أو هناك حيث كنت اتابعكم فى صمت...

Friday, July 20, 2007

حين ميسرة



حين تكون روحى مقلوبه راسا على عقب أشعر كإننى سلك كهرباء عار قابل للاشتعال فى اى لحظة

ذات وحيدة فى مواجهة عالم لاتجمعها به أيه رابطه
لامفر حينها من الانزواء
حيث يمكننى البكاء بلا توقف، وليس حين ميسرة

تأملتنى فى صمت قبل أن ُتتمتم: بكرة تتعدل
...
استوقفتنى العبارة ومفرداتها ، تلك التى كثيرا ما نرددها حتى باتت أقرب لشعار راح يتسيد كل شىء من حولنا، حتى العلاقات الانسانيه والمشاعر، داهمها الشعار أو بالاحرى قانون الحياة الجديد، ودخلت مع مجمل التفاصيل مرحلة "التأجيل" قهرا لا اختيارا.. لا اعرف لماذا راودتنى الفكرة وأجبرتنى ليس فقط على تأملها وانما على استعادة شريط الحياة ، وجدتنى أتساءل كم مرة أفلت بأحلامى ورغباتى من دوائر التأجيل ،كم مرة تمتمت عن يقين حقيقى"بكرة تتعدل" و.. ما أبشعها هذه الحياة، هاهى تزرع بقسوتها مواطن الشك فى أقوى مراكز اليقين


Tuesday, July 03, 2007

تيمور وشفيقة تواصل أم تنازل ؟




يتغير الزمن ولا تتغير العلاقه بين المرأة والرجل، والتى يبدو وربما ستظل أقرب لعلاقة "توم وجيرى" الثنائى الكرتونى المحفور بذاكرتنا...حقيقة تتأكد دوما ونجح السيناريست تامر حبيب فى إعادة طرحها عبر فيلمه الرائع تيمور وشفيقة ، والذى يعيد فيه مناقشة "ماهية الحب"التى سبق وطرحها فى فيلمه الأروع "عن العشق والهوى" متسائلا من خلاله عن قدرة الحب على الصمود فى وجه المتغيرات و المستجدات التى قد تقتحم الصورة، وتضعه (الحب) فى بوتقة الإختبار؟
غير أن الحب فى "تيمور وشفيقة" ليس فى مواجهه مع المجتمع وقوانينه، عاداته وقيمه كما جاء فى ثنائية " العشق والهوى"، ولكنه هنا فى مواجهة مع الذات وطموحها والرغبه فى التحقق التى قد تتصدر المشهد فيتلاشى الحب، وقد تخبو فينتصر على الذات والطموح..
ما يجعلنا نسأل هل الحب يعنى التنازل عن الأحلام الشخصية؟، ولماذا دائما المرأة هى المؤهلة دوما لممارسة هذا الدور، بتعبير أدق لماذا هى المرشحة دائما للتخلى وبإرادتها الكامله عن طموحاتها، أى تختار بين النجاح العملى والعاطفى؟
هل "سى السيد" مازال يحيا بيننا رغم ملابسه "الكاجوال"، يتحين الفرصه للخروج من "القمم" وممارسة دوره بإستمتاع وتلذذ، رغم "غلاف" التحرر والتحضرالذى يسعى لتصديره دوما..؟؟



هل "مراتى مدير عام " الفيلم الذى قدمه الراحل فطين عبد الوهاب فى الستينيات من القرن الماضى، والذى راح يرصد فيه التغيرات الإجتماعية التى طرأت على المجتمع حينذاك، ومدى قدرته (المجتمع) على إستيعاب عمل المرأة وطموحها، تلك الرؤية والتى تحولت هنا "لمراتى وزيرة"، هل هى نظرية غير قابله للتحقق، بتعبير أدق هل عبارة وراء كل عظيم إمرأة لا يمكن إستبدالها أو تغييرها لـ وراء كل إمرأة ناجحة ومتميزة رجل لديه القدره على كبت شرقيته و أنانيته ومساندتها من أجل التحقق والنجاح ؟!
الأسئلة كثيرة و شائكة وتؤكد أن تامر حبيب تعمد فى تجربته الجديدة (تيمور وشفيقة) الدخول لعش الدبابير رغم مزيج الكوميديا والرومانسيه التى نسج من خلالها أحداث فيلمه المتضمن أيضا للأكشن بوصفه اللون المحبب لبطله أحمد السقا أو تيمور الذى تفتح وعيه على حب جارته شفيقة (منى زكى)، والتى لم تملك إلا أن تبادله الحب بل و الإستسلام بتلذذ (ولكن "مرحليا") لتحكماته، ولمجمل إرهصات الذكورة التى راح تيمور يمارسها ليس فقط على شفيقة ولكن على أمه و أمها بعدما أصبح الكائن الذكورى الوحيد فى حياة هذه المجموعه من النساء، خاصة و أن مهنته كضابط شرطه (حلم طفولته) تؤهله لممارسة هذا الدور وبجدارة .
تحكمات تيمور تحولت لأزمات متكرره فى حياة شفيقة المتمرده بطبيعتها والمؤمنه بطموحها وبقدرتها على التحقق مهنيا وهو ما تنجح فيه بالفعل، حيث تصبح فى بضعة أعوام قليله عالمة متخصصه فى العلوم البيئية مايؤهلها لتولى مسئوليه الوزارة المعنيه بشئون البيئه ، خاصة وأن ذلك يتوافق والفكر السياسى الجديد والخاص بالإفراج عن طموح الشباب ومنحهم فرص للتواجد على خريطة الحياة (فى مغازلة صريحة للنظام الحاكم الذى يتغنى بهذا الطرح رغم أنه يتكسر بالطبع على أرض الواقع)..
نجاح شفيقة طرحه الفيلم كرد فعل لفشلها العاطفى فى تأكيد أخر على أن الحب والنجاح لا يجتمعان، فشفيقة لا تتحقق مهنيا إلا فى السنوات التى تتجمد فيها علاقتها العاطفية بتيمور والذى ينجح هو الأخر فى الصعود مهنيا بعدما أجبر " إختيارا" لا قهرا على التحول من حبيب لأخ فى أول تصادم بين تحكماته ورغبتها التى قد تبدو مشروعه فى أحيان كثيرة ورغم هذا تقابل دوما بالرفض من جانبه وبالتمرد من جانبها ومن ثم كان الانفصال هو رد الفعل الطبيعى والمتوافق وشخصية تيمور، غير أن الحب والذى راحت شفيقة تجتهد فى إستعادته عاما تلو الأخر لا تناله إلا بعدما تتنازل (قهرا...إختيارا لا فرق ) عن مهنتها كوزيرة و تكتفى بدور الحبيبه، وهو إنتصار لا يمكننا تجاهله ولكن علينا تأمله.


Thursday, June 21, 2007

طلة القمر

جلست تنتظر "طلة القمر" يداعبها حلمها القديم المغسول برائحة المطر ...كانت تستعيد حكايا الكحل الحنون والتبغ المجنون
و


بينى وبينك أسرار غير قابله للنشر
أحلام غير قابله للكسر
ترسم أيامى
تحتوى جنونى
وتشكل خرائط أفراحى

و

بدونك " القلب مابيحلمش"


و مابتعلمش ..
هنا

Friday, May 25, 2007

إمرأة يغار منها النهار




يقول انى امرأة يغار منها النهار
وأننى لؤلؤة تعدو إليها البحار

و...

معه تنسحق كل الأشياء.. يذوب الزمان والمكان أستسلم وبإستمتاع لحالة "الانخطاف" تلك .. "إدمان" أدخله بوعى ويقين ورغبه فى عدم الاقلاع عنه

خطفتنى إعترافاتها ، هزتنى جرأتها وصراحتها وقدرتها على التعبير عن مشاعرها بلا خجل .. حكت لى كيف يشعلها كصخب البحر، كيف أزال الفواصل والفوارغ وكل ما علق بروحها من آلام، كيف أسكنها المألوف من الحكايا الساحرة ، كيف أعادها للحياة التى طردتها طويلالالالالا من حساباتها ، كيف ساعدها كى تنسى واقع زيف كثيرا من إرادتها.. و ..أهداها الحلم ..

و .. تركتنى مذهولة مجبره وبكامل ارادتى على إلغاء أسئلة العقل،
فيما كانت تواصل الغناء

"يحار دائما فى وصفى"

و"الحب امضاءى وطيفى"

إستمع لها وهى تحكى هنا



Sunday, May 06, 2007

رقصة الحياة

الحياة أتوبيس قديم، من السهل أن يتعطل ويتحول إلى وكر لصوص أو ذكرى مغلفة بالأتربة ومكدسة بالنفايات القديمة، ومن السهل إصلاحه ليمشي على "قد الحال"، أو تطويره ليلائم متغيرات الزمن..
هذه النظرة الرمزية طرحها فيلم "رقصة الحياة" أو "البوسطة"، وهو أول فيلم لبنانى (قلبا وقالبا) يعرض تجاريا على شاشات العرض المصرية، بعيدا عن المهرجانات و الإحتفالات الثقافيه، مخترقا حصار الأفلام الأمريكية بوصفها السينما الوحيدة التى يشاهدها الجمهور المصرى إلى جانب الأفلام المحلية.
الفيلم أنتجه المخرج والمؤلف فيليب عرقتنجى عام 2005، وقد صنع شهرته من العرض التجارى بلبنان، وأيضا عبر المشاركة فى العديد من المهرجانات الدولية، لما يطرحه من رؤى مثيرة للجدل، ولما يتركه داخلنا من بهجه وما يحركه من شجون أيضا.

الرسالة العامة للفيلم تقول ببساطة أن ما تدمره الحروب قد يستعيده الفن، لكن هذا التغيير يظل مرهونا دائما بإرادة الجماهير برغم صعوبة كسر عاداتهم أوتغيير إنتماءاتهم وإحتياجاتهم التي تتوافق عادة مع السائد والمتداول من حولهم حتى لو كان سيئا.

تدور أحداث الفيلم حول فرقة شبابيه تسعى للمشاركة فى مسابقة وطنية لإختيار أفضل فرقة ترقص الدبكة، وهنا يتصادم الجديد بما يحمله من متغيرات ومستجدات، مع الماضى بكل ما تحفظه ذاكرتنا من تراث تحول بفعل الثبات الى رموز "مقدسة" لاتقبل الجدل، ومن ثم التغيير أى ما كانت المبررات أو الأسباب، وهو ما يدفع كمال مدير الفرقة العائد بعد 15 عاما من الغربة الى التجوال داخل ربوع لبنان عارضا فنه (الدبكة/التكنو) نسبة لما أدخله على موسيقاها من آلات وإيقاعات غربية)، مشتبكا و أعضاء فرقته (الذين شاركوه في الماضى سنوات الصبا والطفولة قبل أن تبعثرهم الحرب والشتات لسنوات طويلة)، مع قواعد هذا الفن (الدبكة) القابع بأمان فى ذاكرة اللبنانيين، الراسخ بثبات فى وجدانهم.
و خلال الرحلة لا يتوقف الاشتباك عند طرح إشكالية الأصالة والمعاصرة بشكل نظري أو من خلال حوارات ثقافية، بل يمتد التفاعل بشكل انساني نحو حياة أعضاء الفرقة وما يربطهم من علاقات، ويتغلغل الصراع داخليا لنتعرف على الجذور والذكريات وكأنها رحلة لإكتشاف الذات بكل مافيها من هزائم و إنكسارات لازالت عالقة بالأرواح لتعيق فكرة التجاوز.هذه الروح المنكسرة في العمق هي التي تمنع الانطلاق بقوة نحو الحلم والأمل نحوغد أجمل، وهو ما بدا واضحا فى علاقة كمال بأبيه مدير المدرسة ومؤسس الفرقة الذى راح ضحية الغدر أثناء الحرب الأهليه، وهي الحرب التى تعمد المخرج أن يحتفظ بها على هامش أحداث الفيلم لتلقى بظلالها على شخوصه، من دون أن نراها بشكل وثاقي مباشر، ولكن من خلال الشخصيات التي تحكى عن مدى تأثيرها عليهم، ويلمح لنا الفيلم إلى نجاح "رحلة الحكي" فى تخليص الشخصيات من مشاكل الماضي الثقيلة، حيث أصبحت العلاقات بين الأصدقاء القدامى والجدد أكثر شفافيه، وأكثر قدرة على تجاوز الماضى بكل آلامه وإنكساراته، كما بدت الرغبة أكثر قوة في تحقيق الأهداف الواضحة، بل والأحلام المستحيلة أيضا.



فى البوسطه يستعيد الأصدقاء ومن حولهم حياة ظلت متجمده، ومعطلة لسنوات طويله، تماما مثل الأتوبيس العتيق الذى إستقلته الفرقة فى رحلتها، حيث يرمز للماضى وكيف يمكن له أن يتواءم مع المستقبل شريطة أن يقبل التغيير، وهو ما حرصت عليه الفرقة بتجديدها له و محاولاتها إضفاء روح الشباب عليه.
بلا شك كانت المخرجة نادين لبكى هى مفاجأة الفيلم، حيث بدت واعية تماما بأبعاد الشخصية وما تحمله داخلها من كبت وقهر، إشكاليات و إحباطات عديدة ربما أبرزها إختيارها بإرادتها الحرة إنتظار حبيبها كمال مهما طالت غربته، ودونما وعد صريح من جانبه، وكأنها كانت تتحين فرصة مشاركته الحياة والأهم حلمه بتطوير الرقص عموما والدبكة على وجه الخصوص "كرما إله" كما دأبت على القول دوما، أما رودنى حداد والذى جسد دور كمال فلقد نجح هو الآخر فى ترجمة إنفعالات الشخصية وصراعاتها الداخلية والخارجية أيضا، تحديدا ماهية رؤيته للحياة والفن.
على نفس الدرب من الإجادة صارالجميع من ليليان نمري، التي تتجاوز موهبتها حجم بدانتها وخفة ظلها، إلى ندى أبو فرحات فى دور راقصة الفرقة المسيحية التى تحب زميلها المسلم عمر راجح وبالطبع يحول إختلاف الأديان دون إرتباطهما بالزواج وإن لم يمنعهما من الصلاة لله كل بطريقته.
مرة أخرى "البوسطة" هو رقصة الحياة والحب، بكل مافيها وما تعبرعنه، تتغير مع إيقاع الحياة وبإحساسنا بها، وهو ما نجح مخرج الفيلم فى رصده بدقة وبلغة سينمائية شديدة الخصوصية ومن خلال مشاهد كثيرة ربما أبرزها اللوحة الإستعراضية والتى تحدت فيها الفرقة الشابة فريق "قدامى الدبكة" بإحدى القرى ذات التقاليد الصارمة و المحافظة على مجمل عاداتها وتقاليدها وتراثها وفى مقدمتها "الدبكة"، أيضا آخر مشاهد الفيلم والتى تشع بهجة وحب الكل فيها يرقص على إيقاع الحياة لحنا لا ينكر القديم أو يسخر منه، كما لا ينحاز للجديد الى حد التغريب، الكل فيها يتجاوز الألم والانكسار لغدِ أخر أكثر إشراقا

Wednesday, April 25, 2007

عن أزمنة الحنين و أشياء أخرى

هى الأن لا تتذكر متى قررت سرقة الدهشة فى عيون من حولها، و مواجهه كل ما بداخلها من هشاشة، أو حتى أسباب تلك الصحوة، وهل ستمتد أم سرعان ما تتبدد كمجمل أحلامها وأمنياتها، لم يشغلها حجم الإنتصار بفرض تحققه، فقط يكفيها شرف المحاولة...

و.. كان يضغط على كل حرف بحدة جعلتها تنتبه "التبرير ليس وسيلة لتمرير الهدف.. أى هدف " ، لم تفهم هل فقط كان يمرر المعنى كجزء من نقاش ممتد ، أم يجتهد فى توصيل رسالة ما فشلت فى فهم محتواها ؟؟؟

تجاهلت النقاش فلم تكن فى كامل لياقتها الذهنية كى تشتبك فى جدل لا تعلم كيف ولا متى ينتهى، مضت تقتل الزمن بالملل وفى ملل، تتأمل من حولها فى شرود لم تفهمه وإن لم تشغلها أسبابه..، و..
لم تفق من إنفصالها المألوف عن المكان إلا على صوت أحدهم يواصل قائلا : "الشعر ُسلطة غير مرئية، بمعنى أنها متغلغلة فى وجدان الناس وذاكرتهم.." لم تفهم كيف وصل الحوار من "مبررات الصعود" .. الى " ُسلطة الشعر"...

آه.. كم تكرهها.. أى ُسلطه وفى مقدمتها ُسلطه الأب، حتى لو لم تكن بالنسبة لها أكثر من برواز تتأمله دوما فى شرود لا يمنحها فى النهاية تفسيرا منطقيا عن أسباب رحيله وزواجه من أخرى..كانت ولا تزال تتحفظ فى البوح عنه، تتجاهل ذلك بتوصيف أدق ، فيما أمها برعت قهرا لا إختيارا فى التواءم مع مفردات الحياة رغم كل ما فيها من قبح و ألم...

فى الأيام التالية أستعادت "التمشية" كطقس كان يوما مقترنا بثنائية العشق والهوى التى جمعتهما ذات صباح...،وهاهى تستعيد أزمنة الحنين رغم حرارة الطقس الى حد الإختناق، فربما تعينها على إفراغ ما بداخلها من كبت وقهر ورغبه ظلت طويلا مدفونه تحت غلاف شفاف من الخجل....

Saturday, April 14, 2007

على إيقاع المطر

لم يقطع سكون الليل إلا صوت المطر وهو يدفن أحزانه بين أمواجه، كان يغسل الشوارع والطرقات ، فيما كانت تقف أمام شاطىء البحر وكأن الزمن تركها بإحدى الزوايا، أسقطها من حساباته ولم يعد يجدى البحث عن الأسباب..

"هى" ككل البؤساء لا تملك الا البكاء، حيلتها العاجزة فى مواجهة جروح الزمن.. إهانات البشر.. آه ما أفظعها، هل يدركون كم يخدشون ارواحنا قبل مشاعرنا.. لماذا يتصورون الجرح طفحا جلديا يمكن مداواته بقليل من الكريمات...

على ضفة النهر و فى ليل أخرتكررت الأسئلة، ربما بفعل التداعى، ليل. مطر.. وحزن تجدده الأيام بدأب ...كانت تتأمل المياة وحبات المطر تخترقها فى صمت،حتى الضوء الخافت الذى راح يلقى بظلاله على سطح الماء شارك بحماس وربما بتلذذ فى طمس آثاره..
حينها ولأول مرة تمنت أن تكون "حبة مطر" تذوب فى مياة النيل.. تتلاشى تماما.. فاللمياة حضور بالغ ،سحرخاص لايمكن مقاومته ،كعاشق يفتح ذراعيه ويدعوها بحميمية للإحتماء، للإرتواء.. للتوحد و...
"هى" لم تكن تتمنى لقاءا عابرا مع المياة، لم تكن رياضة الغوص هى الهدف فى سيناريو المشهد، فقط كلمة النهاية وحدها بالكادر، فى صمت الليل و على إيقاع المطر ، ووسط نفايات لا تختلف كثيرا عما تركته على السطح..

Sunday, April 08, 2007

الحنين لزمن كان .. فى سينما محمد خان



الشاشة الفضية قد تصنع مسافه أحيانا بينك وبين مايدور من أحداث عليها، ولكنها فى أحيان أخرى تدفعك بود وحميميه للتفاعل مع ما يدور أمامك من أحاسيس ومشاعر تنبض على الشاشة ، وسينما محمد خان مليئة بالحواس، السرد بها محكم، مفعم بالتفاصيل فلا تملك إلا أن تنتمى إليها وبحميميه

وفى شقة مصر الجديدة أحدث أفلامه ، لم تكن بطلته نجوى أو غادة عادل تبحث عن إجابه لسؤالها الحائر حول ماهية الحب ولماذا بات عملة نادرة فى هذا الزمن، ولكنها كانت تستعيد ونستعيد معها زمن ولى وراح ولم يعد موجودا إلا فى أفلام الأبيض و الأسود كشاهد وحيد على أن الحب مر يوما من هنا




زمن لا يعرف الماديات ولا يعترف بها ضمن حسابات الحياة ، زمن لايحكمه الفساد ولا يعترف بشروط البورصة والصفقات فيما يحكم البشر من علاقات، زمن أسقط الهوة بين الجميع، لا مجال فيه للتنازلات، الأحلام فيه ليست مستحيلة، زمن أسقط أولئك الذين تبجحوا دون خجل ، زمن يعيدنا بقوة لحكايات الشاطر حسن والسندريلا الجميله، ويغلق مرحليا (وربما للأبد كما نأمل) كتب الألغاز التى تحاصرنا فى كل مكان...الدفء فيه قانون التفاعل الوحيد مع الحياة..

الفيلم بإختصار إشراقة جديدة فى زمن التيه والعماء والذى نعيشه ويحاصرنا أينما وليت وجهك..لايطرح تساؤلات ولكنه يجتهد بحساسية وشاعرية فى "تفعيل الحنين" لذلك الزمن الجميل، والذى للأسف لم تعد تفاصيله حاضرة إلا فى ذاكرتنا وفقط، ينتصر للتواءم مع ما نحتاجه ونتمناه حتى لو كان فى ذلك تحديا لمجتمع فرض شروطه بقسوة وعنف، والأهم أنه يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الحب الحقيقى (لا وهم الحب) يغيرنا...معه نولد من جديد ..نتغير و..

غير
غيرنى
من أول لمسه ...

المس هنا

Sunday, April 01, 2007

لا ... لست جزءا من يدى



"في الحكي تختلط الروايات ، كل شئ فيها مموه
وملتبس.. ويستعصي على التحديد و....

بنصف توجس ونصف مداعبة إبتسمت قائلة" لماذا تحومين حول الكتابة؟
معها اما أن نلد أو لا نولد...تجاوزى الذات .. لاتنتظرى الحلم .. إصنعيه..

" هل الجنون يبدأ بالاحلام؟... أم أنها تصل بنا للجنون؟؟؟

Thursday, March 22, 2007

متى يصبح الحلم مشروعا؟


ثمة مقولة شائعة تؤكد أن "التاريخ يكتبه المنتصرون"، لكن الياس خوري في روايته الرائعة "باب الشمس" أكد للجميع أن المهزومين أيضا يستطيعون كتابته.. أو بتوصيف أدق يمكنهم صناعته عبر تفعيل إرادة الشعوب، فليست هناك هزيمة نهائية، كما أنه ليس هناك نصر دائم...
فهل نحن شعب قادر على المقاومة والكفاح من أجل التغيير.. هل الارادة الانسانية باختصار قادرة على الغاء تلك الحدود الفاصله بين الممكن والمستحيل.. أم سنظل فى منطقة الالتباس تلك نتخبط فى جدليات لا تحمل طوق النجاة
هل حقا دخلنا جميعا عالم الوهم والوهن حيث لا ذات ولا مكان ولا زمان...؟؟؟




اضرب مع طلقة خالد
اضرب برصاصة سليمان
انت اللى منهوب النعمة
انت اللى مسروق العنوان
م الخندق اطلع ع التبه
كل المنصة حتتربى
واللى سكن قصر القبة
حيعرف ايه معنى الاوطان..


توضيح
-----------------
ترددت كثيرا قبل أن أضمن تلك الأبيات فى نهاية نصى، ليس خوفا من جرأتها خاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، ولكن لعدم رغبتى فى "فرض"حلول رغم إيمانى "بمشروعيتها" فى ظل كل ما نعيشه مرحليا من قهر وكبت وعفن... ربما أكثر من مبدعها شاعر العامية "جمال بخيت" ..
..
المؤكد الأهم أن الشعر باق ... صامد ... هوالأكثر صدقا والشاهد الوحيد على تحولات البشر والزمن أيضا ، فما كتب تفاعلا مع سليمان خاطر قبل سنوات لازال صالحا للتداول الأن ...

Tuesday, March 13, 2007

عن البحر و أصدافه


"لماذا تخيفنى" ؟؟؟ صرخت فى وجهه
"هل تساعدنى على النجاة من الموت أم تدفعنى نحوه بقسوه مرعبه؟؟
بل أدفعك وأقفز بعدك ... أميتك فاميت قلبى ...
هل جربت يوما روعة الاحساس بالموت؟
قطع
"المرأة قصيدة أموت عندما أكتبها
واموت عندما أنساها...."

رغم أن هذه الأبيات ليست أروع ما كتب نزار عن المرأة، إلا أنها دوما تقفز الى ذهنى كلما جمعنى اللقاء بـها .
لم يكن جمالها مبهرا أو حتى ملفتا، ، غير أن روحها كانت خرافية لهذا أحبها و ظل رغم كل هذه السنوات ، معها كان مهيأ دوما للعشق وللصمت...
زمن أخر
"وددت أن نتبادل الأماكن.. أن تعانى نصف ما أعانى"، قالها بحده وهو يلقى بأوراقه فى وجهها..
أنت هوائى المزاج.. نرجسى... و..
وأنت مسحوقة، مهزومه، منفية خارج حدود الزمن...

هل يدنيهما الرحيل أم يبعدهم؟
المؤكد أن الجسر بات خاليا من اثارهما، نزع القدر صورهم من كل جذوع الشجر و مجمل حبات المطر، فيما صدف البحر لازال يقدس سرهما ويحفظ أغنيتهما ...
ربما...

****************

Monday, February 26, 2007

الحياة لعبة "إستغماية" أم "قص ولصق"

مشهد من فيلم قص ولصق

هناك أفلام تجتهد في رصد المجتمع وتضع عين الكاميرا كرقيب يتابع المحيط الخارجي لحياة الانسان، وهناك أفلام تغوص في داخل النفس الانسانية، وتسير فى أغوارها المظلمة، وبين هذا وذاك هناك أفلام تتأرجح مثل بندول الزمن في المنطقة الفاصلة بين الداخل والخارج، وإلى هذه النوعية ينتمي فيلمى ""استغماية" و "قص ولصق" الأول لعماد البهات أخر تلاميذ يوسف شاهين والثانى لهالة خليل تلميذة محمد خان وداود عبد السيد و غيرهم من نجوم الاخراج فى سينما الزمن الجميل..
كلاهما حالة سينمائية" شديدة الخصوصية ليس فقط لأنهما (عماد وهالة) يتحملان مسئولية التأليف الى جانب الإخراج، ولكن لأنهما استخدما طريقة سرد مختلفة عن المطروح والمتداول فى سوق السينما الأن ، ما يتيح للمتلقى أن يتفاعل بهدوء مع الشخصيات، ويعبر عما بداخله من صراعات تتشابه الى حد بعيد مع مايعانيه أبطال الفيلم، فى حالة من التماهي قد تصل بالمشاهد فى النهاية لأحد طريقين إما مزيد من اللخبطه والتأزم، وإما إلى حالة من التوازن والسلام الداخلي....
كلاهما يرى الحياة بوصفها لعبه، نشتبك معها ونمارسها بأشكال ووجوه متعدده، فبينما يتناول "إستغماية " فكرة الأقنعه التى يرتديها البعض باعتبارها حيلة أو وسيلة للاختباء من الآخرين، وأحيانا للاختباء من الذات أيضا، متطرقا لقدرة آخرين على الوصول الى حالة سلام نفسى وهدوء يبطل أنين الصراع الداخلى من كل "اللخبطه" النى نعانيها داخلنا وتنعكس على تصرفاتنا وإختياراتنا المستقبليه سواء بسبب التنشئة، أو بسبب صراع الأفكار المحيطه بنا.

مشهد من إستغماية

"قص ولصق" يؤكد أننا لايمكن أن نسير فى الحياة وفقا لخطه محكمة، مهما كانت عبقرية الخطة أو قدرة صاحبها على تنفيذها، فثمة تداخلات تدفعنا لتغيير النص وتعديل الخريطه قهرا، عمدا، سهوا ، لافرق، صحيح بعضنا قد يملك رفاهية الإختيار، و ربما النجاح فى تحقيقه والحفاظ عليه، ولكن ستظل هناك دائما مساحات تخضع لقانون الدوائر الغير مكتمله والذى بنيت عليه فكرة الفيلم، فموقف قد يصل بك لأخر يغير حياتك تماما وهكذا..
أما "إستغماية" فلم يلجأ البهات إلى حيلة الاختباء في المكان وفقط، و لكنه إختار أن يختبىء كل صديق فى شخصية الآخر، وسواء كان الإختيار صدفة أو بالإراده الحرة المتعمدة، إلا أنه كان كافيا لأن يكشف كل شخص عما يخبئه للآخر، أو يخبئه له الأخر، لتتوقف اللعبة ولكن لا يتوقف الإكتشاف، فكل منهم يبوح بما يخبئه للآخرين ولنفسه، وتسقط الأقنعة تباعا، ليكتشف الجميع الزيف الذى يعيشونه ويمارسونه بطرق وصور مختلفة سواء مع الآخرين أو مع أنفسهم، كما تكشف اللعبة عن حالة التخبط والإرتباك التى يعانيها شباب هذا العصر على وجه الخصوص، فخزائن الأسرار التى تنفتح تختلف من شخص لآخر، كما تختلف حسب درجة البوح والمكاشفة مع الذات والآخرين أيضا.
فى قص ولصق تتعامل هالة بنبل وشاعرية مع الهزائم النفسية والاجتماعية لأبطالها الذين يعانون من مشاكل أصابت حياتهم في العمق ودفعتهم إما للانزواء، أو الاغتراب، أو الاستسلام، أو التفكير في الهجرة، وتتساءل على لسان أبطالها "هل العيب فينا نحن أم فى البلد؟، بتعبير أدق هل الفشل فى التعامل مع معطيات الحياة وظروفها يكمن فى أفراده بوصفهم لا يملكون مؤهلات للنجاح، أم فى أصحاب النفوذ والسلطه الذين يضيقون الخناق على الجميع ومن ثم على الجموع الغير قادرة على التواءم الرحيل فى صمت غير باكية على أرض تطردهم منها... تلفظهم يوما بعد الأخر وتقهر كل أحلامهم ..

بين إستغماية و قص ولصق تدور الحياة وندور معها ...


Thursday, February 22, 2007

عذاب التمنى والاسئلة الحائرة


انه الرحيل إذن؟؟؟
فلا زوجة تؤنس ماتبقى من أيامك، ولا أطفال يمدون جذورك فى الارض؟؟ أنت هنا لا تقف على شىء ثابت...و..
إنتبه على صفارة القطار إيذانا بالرحيل، فيما كانت الاسئلة لا زالت تتداعى بداخله ترفض السكون أوالإستلام ، ترفض الكبت والقهر... مصيرها المحتوم كلما طفت على سطح ذاكرته.. قام ببطء يتحسس طريقه، و..." عفوا ياجدى" .. إنتبه على صوت من يدفعه ليصعد مسرعا للقطار ، و... كإنه إكتشف فجأة ذلك الشيب الذى خط شعره و أثار الزمن التى تركت علاماتها بوضوح على قسماته ومجمل تفاصيله،،،، الأن فقط كان عليه الاعتراف بغباءه "المتميز" بل وبإستمتاعه فى ممارسته، كم تجاهل ألا يكون مغرورا.. مفتونا بقدراته، مسجونا فى ذاته، حتى مشاعره كان يتفنن فى ذبحها ، أما مبادئه فلقد أدمن المتاجره بها.. و...
و. عليه ان يواجه مصيره الان..
هل الخلاص فى الرحيل؟ أم فى البقاء؟ يلح عليه السؤال حارقا فمن أين يأتى بالجواب... من الارض الغريبه (من يبدد وحشتها) أم من هنا ؟؟؟
قد يكون الموت فى الرحيل وليس الخلاص،.. فلماذا الرحيل إذن؟ ممن .. ولأين.. فما تبقى من سنوات لا يحتمل صداما أخر مع المجهول.. و اللامنتظر..
مرة أخرى انتبه على صوت القطار بينما الاسئلة تبحث عن إجابات

آه يازمان الحزن
والتعاتير
على بابك المقفول
بكيت مستجير
فين الصبا؟؟
فين الأمان والسماح
وفينه راح
حلمى البسيط..

الاشعار للمبدع سيد حجاب من ديوان نص الطريق


Friday, February 09, 2007

رحلتى من الشك لليقين







1- وبقينا إزاى كده
"وابقى أنا فى صقيع انفرادى .. "
كثيرا ما كانت تلح على تلك العبارة منذ قرأتها للمرة الأولى فى إحدى دواوين نزار قبانى، إستوقفنى التوصيف، قسوة المعنى وعمقه ، فظل محفورا فى وجدانى قبل ذاكرتى ، غير أننى لم أدرك حينها أنه يوما ما سأدخل تلك الدائرة..
المؤكد أن برودة الطقس و مأساوية الأوضاع من حولى بريئة (ليس تماما)من حصارى داخل تلك المساحة والتى دخلتها قهرا..
المؤكد الأخر أن قرار الخروج منها كان يحتاج منى لشجاعة كبيرة لطالما تشككت فى توافرها لدى لولا "اليقين"، وهو ما يصل بنا لمؤكد أخرفى تلك الرحلة، يتعلق بعبثية الأحوال من حولنا وفى مقدمتها "الطب"
فما مررت به فى تلك الرحلة دفعنى لأن ألقى بكل الفحوصات والتحليلات والأشعات وكل ما ينتهى بحرفى الألف والتاء الى سلة المهملات، ولأكتفى بهذا القدر من تلك المسرحية الهزليه، بعدما تضاربت الأراء وتعددت التشخيصات ، وتحول المرض العارض لمأساة كتب على معايشتها يوميا ولبضعة أشهر دونما جدوى أو تقدم ....، بإختصار تيقنت تماما أن خروجى على قدمى من تلك الرحلة التى زرت فيها الكثير من الأطباء والمستشفيات ومراكز الفحوصات ، إنتصارا كبيرا بغض النظر عن مسألة الشفاء، وعلى المتضرر اللجوء فقط الى الله...
2-وفى عز الاحتياج لحضن يضمنا
وفى عز الاشتياق لحضن يضمنا
فى نهار لا يشبه أى نهار كان علي قبول فكرة رحيله، تلك التى رفض وعى إدراكها طويلا، لم يعد يجدى الأن تجاهل الامر أو فتح خزائن الحجج والمبررات كى أملأ بها الفواصل والفوارغ ليستقيم النص،،، رحل وقضى الامر، وأنا الأن أقف للمرة الأولى على قبره رغم مرور سنوات طويلة لم أستطع عمدا زيارته، تماما مثلما أحرص على تجاهل النظر لصورته رغم عبقرية مكانها فى مدخل بيته، كم أحتاجك الأن... أحتاجك دائما وكثيرا وليس فقط كلما ضغطت على الحياة بقسوة وعنف... ولكن ماقيمة الأحرف و الكلمات؟؟ فالموت لاقلب له.. لا عقل.. لا إحساس، الموت فقط لايكذب ، هو الحقيقة الوحيدة التى لا تعرف الشك، الإزدواجية ، الخيانة .. حتى أنا لم أعد أرى العالم والأشياء بدهشة الصغار كما كنت هل تصدق...؟؟
إشتقت لحواراتنا ومشحناتنا أيضا ، لقهوة الصباح و.. كبر الصغير، باتت ملامحه أقرب اليك ، بعكس شقيقته التى إقتنصت تقاسيم وجه أمها، حتى صمتها و نظرات الخجل تلك التى ذبت فيها عشقا.. هل تذكر؟إبنك لازال يعشق الكرة والتمرد، ولكنه دائما ما يفاجئنا بتفوقه... اليوم فقط حدثنى عنك،،،، لم يفاجئنى سؤاله الحائر، والذى كثيرا ما قرأته فى عينية..." هل أنتى صديقة أمى أم أبى؟؟؟ أجبته ضاحكة "صديقتك... هل تقبلنى؟؟
3 - ياعينى عليكى ياطيبة
لا مجال لمطاردة السراب، يقين أخر أدركته ولكن مؤخرا، المؤكد أننى تعلمت فن الصمت، نجحت مؤخرا فى ضبط ايقاع وجهى خشية ان تتلعثم قسماته فتبوح عيونى بما يكمن داخلى، فما قيمة الحوار او الكلمات، فالقمر ضل حدوده الإقليميه، ومن ثم لايجدى البحث عن ظله بين حطام السنين، أو تلك الوجوه المطموره داخل صندوق، والتاريخ لن يستعيد ذاته ولن تمتلىء البحار مجددا ، لا فائدة من إكتشاف الشمس ، عبق الزهور... أو تأمل ما آل إليه الكون فما هو "كائن" قد "كان" ، و"كان" يذهب دوما مع الريح، قد يقبع داخل الذكريات، وقد يعيش مطرودا .. منبوذا ، وربما حائرا بين المفقود والموجود.... المؤكد الأهم أن البحث لم يعد يجدى انتهى وكفى..
و
مفيش مركب حتقدر بالعمر ترجعك

باقي تفاصيل الرحله..هنا