هى الأن لا تتذكر متى قررت سرقة الدهشة فى عيون من حولها، و مواجهه كل ما بداخلها من هشاشة، أو حتى أسباب تلك الصحوة، وهل ستمتد أم سرعان ما تتبدد كمجمل أحلامها وأمنياتها، لم يشغلها حجم الإنتصار بفرض تحققه، فقط يكفيها شرف المحاولة...
و.. كان يضغط على كل حرف بحدة جعلتها تنتبه "التبرير ليس وسيلة لتمرير الهدف.. أى هدف " ، لم تفهم هل فقط كان يمرر المعنى كجزء من نقاش ممتد ، أم يجتهد فى توصيل رسالة ما فشلت فى فهم محتواها ؟؟؟
تجاهلت النقاش فلم تكن فى كامل لياقتها الذهنية كى تشتبك فى جدل لا تعلم كيف ولا متى ينتهى، مضت تقتل الزمن بالملل وفى ملل، تتأمل من حولها فى شرود لم تفهمه وإن لم تشغلها أسبابه..، و..
لم تفق من إنفصالها المألوف عن المكان إلا على صوت أحدهم يواصل قائلا : "الشعر ُسلطة غير مرئية، بمعنى أنها متغلغلة فى وجدان الناس وذاكرتهم.." لم تفهم كيف وصل الحوار من "مبررات الصعود" .. الى " ُسلطة الشعر"...
آه.. كم تكرهها.. أى ُسلطه وفى مقدمتها ُسلطه الأب، حتى لو لم تكن بالنسبة لها أكثر من برواز تتأمله دوما فى شرود لا يمنحها فى النهاية تفسيرا منطقيا عن أسباب رحيله وزواجه من أخرى..كانت ولا تزال تتحفظ فى البوح عنه، تتجاهل ذلك بتوصيف أدق ، فيما أمها برعت قهرا لا إختيارا فى التواءم مع مفردات الحياة رغم كل ما فيها من قبح و ألم...
فى الأيام التالية أستعادت "التمشية" كطقس كان يوما مقترنا بثنائية العشق والهوى التى جمعتهما ذات صباح...،وهاهى تستعيد أزمنة الحنين رغم حرارة الطقس الى حد الإختناق، فربما تعينها على إفراغ ما بداخلها من كبت وقهر ورغبه ظلت طويلا مدفونه تحت غلاف شفاف من الخجل....