Saturday, July 22, 2006

زمن الرجولة و أخر الرجال المحترمين



هل نعيش حقا عصر إنقراض الرجال؟
السؤال/ الصدمة تجاوز حدود الأمنيات ودخل خانة الحقائق العلمية ومؤشراته يمكن تلمسها حولنا وعبر نظرة محايدة، لنكتشف بعدها أن حجم الخنوثة بالإضافة طبعا للرعونة باتت أكثر تفشيا وسط أبناء آدم ، و هو ماتؤكده أيضا الحقائق العلمية والاحصاءات الرسمية (7% من الرجال يعانون من العقم أو الضعف الشديد فى الخصوبة)، هذا التحول رصده أكثر من عالم مثل براين سايكس أستاذ علم الوراثة بجامعة إكسفورد فى كتابة "لعنة آدم" أو مستقبل بلا رجال مؤكدا من خلاله أن ضعف الرجال سيتضاعف شيئا فشيئا حتى يصبحوا عاجزين عن لعب أى دور مؤثر فى الحياة ولاحتى دورهم الأذلى فى الإبقاء على النوع البشرى..
وسايكس ليس منفردا بين أقرانه من العلماء رصدا لتلك الظاهرة فستيف جونس من جامعة لندن كان أكثر تشاؤما عندما كشف من خلال بحثة الذى نشره فى كتاب "الذكر الخطأ فى الطبيعة"عن تآكل الكروموسوم الذكري في الخلية إلى ثلث حجمه، من خلال دراسات أجريت على هياكل ما قبل التاريخ، أظهرت أن الكروموسوم المسؤول عن الفحولة قد خسر ثلثيه على مدى الـ300 مليون سنة الماضية، وهذا التآكل والتفسخ ماض في طريقه من دون توقف، وإذا إستمرت الأشياء وفقًا لطبيعتها فإن التوقعات تقول إن الرجال فى طريقهم للإنقراض بعد 125 ألف سنة من الآن!
مرة أخرى هل "الكروموسوم الذكري" هو الوحيد الكفيل بتفعيل معانى الرجولة ..الشهامة ..النخوة؟ أم أنها أخلاقيات تكتسب ولا علاقة لها بالجينات الوراثية ؟ ولماذا باتت هى الأخرى عملات غير قابلة للتداول الأن أو تراها فى طريقها للإنقراض أيضا؟
ماهى الرجولة إذن؟ مواصفاتها؟ ماهيتها؟ وهل تتعلق فقط بتحمل الرجل لمسئوليات أسرته وبالأخص المادية؟ أم أن المسأله أكبر من ذلك، وفقا لهذا كيف يمكننا تقبل "خنوع" الرجل و قبوله تحمل المرأة لكافة مسئوليات الأسرة المادية والإجتماعية، ذلك الواقع والذى لم يعد مقتصرا على أنماط إجتماعية محددة ، بل يمكن تلمسه فى مختلف الطبقات ؟؟
بعيدا عن الشق الإجتماعى أو العلمى واللذان لايمكن تجاهلهما ، كيف نفسر الموت المادى أو المعنوى لماهية الرجولة ، كيف يمكننا تفسير حالة الخنوع والإستسلام التى تمارسها السلطات العربية تجاة ما يحدث فى فلسطين ومن قبلها العراق ومؤخرا لبنان، بصدق لا أفهم ؟ هل من شروط ممارسة السلطة إستبدال مايجرى فى عروقهم بسائل أخر هو المعادل الموضوعى للخنوع واللامبالاة والتبلد؟ و... مرادفات كثيرة تؤكد فعلا اننا فى زمن إنقراض الرجولة، أو ربما تلاشيها تماما من أعلى رأس وحتى أدناها وعذرا للبعض الذين لازالوا يحافظون على جيناتهم من الإندثار، أولئك الذين ينتمون بصلة ما ( لايهم نوعها ) لأخر الرجال المحترمين السيد حسن نصر الله....
نصرك الله لتنصرنا ...

Wednesday, July 05, 2006

عن العشق والهوى فى زمن القهر



وسط الفساد والبيع الرخيص للضمائر، الفضائح الصادمة و سيادة قانون السحل..حراس الاخلاق والافكار.. أحلام الحرية والتحررالتى تحاول جاهدة كسر كل الاطواق والاساور التى كبلتها طويلا ... وسط حروبنا الخاسرة .. مشاعرنا البخيلة...سيف الاحزان الذى يفتح كل يوم ثقوبا جديدة فى أرواحنا فيقتل فى عروقنا الحماس لأى شىء وكل شىء ....و..الى أخر تلك الدائرة المغلقة ، المملة.. هل يجدى حديثا عن العشق والهوى.. (المعنى والفيلم ) ؟
هل يمكن إخراج حياة من الجلد الميت؟
ألسيت خيانه على الاقل فكرية، أن تتساءل أو تتحدث عن العشق والهوى وسط كل هذا الزخام الذى يلغف حياتنا... هل يمكن أن نكتب عن الحب ونحن محكومون بالموت، أم أننا نحتاج لهذا كى نتمكن من مواصلة الحياة..؟؟
إرتحت لهذا الاعتقاد أو بتعبير أدق "إتلككت" فلقد كنت مشحونة بطاقة جهنمية فور خروجى من قاعة العرض ... كنت كمن يحمل قاروة رماد، وأخرى تنبض بالحياة,, فمن يعطينى ورقة كتابة بحجم السماء؟ من يحرر مفرداتى ؟؟؟
يتغير حين أحبك شكل الكرة الأرضية
تتلاقى طرق العالم فوق يديك
يتغير ترتيب الأفلاك
و ...هكذا كتب نزار قبانى فى إحدى قصائدة والتى ظلت عالقة بذاكرتى و بوجدانى منذ كنت طفلة مراهقة وحتى بعدما صرت على عتابات النهاية لازال يداعبنى وهج الحب /الأمنية بين الحين والأخر، أحلم بمن يثرى بها فى أذنى صدقا وفعلا.... من منا لايحلم بقبس من نور، ، من منا لايتمنى حبا ينسيه ألاف الأحزان

أنا/هم... وجوه مرسومة بعناية فى دفتر الحياة الملون، (لسنا معا بمعزل عن عنصرية الإقطاع الجديد، وتقسيم البشر وفقا لثرواتهم ونفوذهم السياسى، حيث لامكان لمن سقطوا فى القاع، الذين يقفوا على هامش الحياة والمجتمع .... ) ولكننا نملك الحلم .. وبعضنا على الأقل نجح فى تحويله لواقع محدد الهوية وهو ما رصده بوضوح وحميمية فيلم عن "العشق والهوى" ، والذى قد يراه البعض مجرد قصة حب تتشابك خيوطها وتتقاطع بين الظرف الإجتماعى والحياتى .. و أخر يبحث عن قبلة ضلت طريقها من مقص الرقيب، أو إفيه يداعب غرائزه ويحلل ثمن التذكره، أو .... ولكننى كنت فى مزاج فرجة مختلف، الضوء.. الحوار.. الموسيقى .. المشاعر التى تتجاوز الشاشة الفضية فتلامست مع دواخلى ، هم شخوص عايشتها، جمل سمعتها ، حكايات تابعتها عن قرب، مشاهد شديدة الصدق والحميمية تطرح كلها تساؤل مهم حول ماهية العشق .. والهوى، ما الفرق، وماهى الحدود الفاصلة ؟؟؟
هل العشق هو حالة ذوبان كاملة، لامجال فيها للمقدمات الطويلة المملة ... بينما فى الهوى نتوقف عند طقوس الاشارات ومن ثم لاتحدث التحولات..
هل العشق نوعا من الجنون ..كطفل حافى القدمين يمارس طفولته بكل مافيها من براءة وحرارة وصدق... حالة توحد تتخلى فيها عن ذاكرتك وبإرادتك الكاملة، تلغى ماضيك كى تتجمد اللحظة الحاضرة فتغلقها على من تحب .. تتجرد أمامه من أقنعتك التى فرضها الواقع والظروف.. وماذا إذن عن الهوى هل هو مجرد حالة سفر لاتلبث فيها أن تفتح حقائبك حتى تغلقها لترحل...
عن نفسى كنت و سأظل أرى العشق أجمل و أروع عملية إحتلال لا تفلح كل القوانين الوضعية والعلمية لوقف زحفها داخلك، معها لاتملك (لاتحب) أن تصرخ ..نحتج، أو نتمرد فى وجة سلطة الحب والذى حتما يحررنا من كل غبار الأرض ، فهل يحررنا من القهر.. الكبت ...
فى العشق والهوى الفيلم تتلاشى المسافة بين الشاشة ومقاعد المتفرجين، فما يتحرك أمامك حتما سينفذ الى قلبك وسيداعب روحك ..