هل نعيش حقا عصر إنقراض الرجال؟
السؤال/ الصدمة تجاوز حدود الأمنيات ودخل خانة الحقائق العلمية ومؤشراته يمكن تلمسها حولنا وعبر نظرة محايدة، لنكتشف بعدها أن حجم الخنوثة بالإضافة طبعا للرعونة باتت أكثر تفشيا وسط أبناء آدم ، و هو ماتؤكده أيضا الحقائق العلمية والاحصاءات الرسمية (7% من الرجال يعانون من العقم أو الضعف الشديد فى الخصوبة)، هذا التحول رصده أكثر من عالم مثل براين سايكس أستاذ علم الوراثة بجامعة إكسفورد فى كتابة "لعنة آدم" أو مستقبل بلا رجال مؤكدا من خلاله أن ضعف الرجال سيتضاعف شيئا فشيئا حتى يصبحوا عاجزين عن لعب أى دور مؤثر فى الحياة ولاحتى دورهم الأذلى فى الإبقاء على النوع البشرى..
وسايكس ليس منفردا بين أقرانه من العلماء رصدا لتلك الظاهرة فستيف جونس من جامعة لندن كان أكثر تشاؤما عندما كشف من خلال بحثة الذى نشره فى كتاب "الذكر الخطأ فى الطبيعة"عن تآكل الكروموسوم الذكري في الخلية إلى ثلث حجمه، من خلال دراسات أجريت على هياكل ما قبل التاريخ، أظهرت أن الكروموسوم المسؤول عن الفحولة قد خسر ثلثيه على مدى الـ300 مليون سنة الماضية، وهذا التآكل والتفسخ ماض في طريقه من دون توقف، وإذا إستمرت الأشياء وفقًا لطبيعتها فإن التوقعات تقول إن الرجال فى طريقهم للإنقراض بعد 125 ألف سنة من الآن!
مرة أخرى هل "الكروموسوم الذكري" هو الوحيد الكفيل بتفعيل معانى الرجولة ..الشهامة ..النخوة؟ أم أنها أخلاقيات تكتسب ولا علاقة لها بالجينات الوراثية ؟ ولماذا باتت هى الأخرى عملات غير قابلة للتداول الأن أو تراها فى طريقها للإنقراض أيضا؟
ماهى الرجولة إذن؟ مواصفاتها؟ ماهيتها؟ وهل تتعلق فقط بتحمل الرجل لمسئوليات أسرته وبالأخص المادية؟ أم أن المسأله أكبر من ذلك، وفقا لهذا كيف يمكننا تقبل "خنوع" الرجل و قبوله تحمل المرأة لكافة مسئوليات الأسرة المادية والإجتماعية، ذلك الواقع والذى لم يعد مقتصرا على أنماط إجتماعية محددة ، بل يمكن تلمسه فى مختلف الطبقات ؟؟
بعيدا عن الشق الإجتماعى أو العلمى واللذان لايمكن تجاهلهما ، كيف نفسر الموت المادى أو المعنوى لماهية الرجولة ، كيف يمكننا تفسير حالة الخنوع والإستسلام التى تمارسها السلطات العربية تجاة ما يحدث فى فلسطين ومن قبلها العراق ومؤخرا لبنان، بصدق لا أفهم ؟ هل من شروط ممارسة السلطة إستبدال مايجرى فى عروقهم بسائل أخر هو المعادل الموضوعى للخنوع واللامبالاة والتبلد؟ و... مرادفات كثيرة تؤكد فعلا اننا فى زمن إنقراض الرجولة، أو ربما تلاشيها تماما من أعلى رأس وحتى أدناها وعذرا للبعض الذين لازالوا يحافظون على جيناتهم من الإندثار، أولئك الذين ينتمون بصلة ما ( لايهم نوعها ) لأخر الرجال المحترمين السيد حسن نصر الله....
نصرك الله لتنصرنا ...