Friday, February 09, 2007

رحلتى من الشك لليقين







1- وبقينا إزاى كده
"وابقى أنا فى صقيع انفرادى .. "
كثيرا ما كانت تلح على تلك العبارة منذ قرأتها للمرة الأولى فى إحدى دواوين نزار قبانى، إستوقفنى التوصيف، قسوة المعنى وعمقه ، فظل محفورا فى وجدانى قبل ذاكرتى ، غير أننى لم أدرك حينها أنه يوما ما سأدخل تلك الدائرة..
المؤكد أن برودة الطقس و مأساوية الأوضاع من حولى بريئة (ليس تماما)من حصارى داخل تلك المساحة والتى دخلتها قهرا..
المؤكد الأخر أن قرار الخروج منها كان يحتاج منى لشجاعة كبيرة لطالما تشككت فى توافرها لدى لولا "اليقين"، وهو ما يصل بنا لمؤكد أخرفى تلك الرحلة، يتعلق بعبثية الأحوال من حولنا وفى مقدمتها "الطب"
فما مررت به فى تلك الرحلة دفعنى لأن ألقى بكل الفحوصات والتحليلات والأشعات وكل ما ينتهى بحرفى الألف والتاء الى سلة المهملات، ولأكتفى بهذا القدر من تلك المسرحية الهزليه، بعدما تضاربت الأراء وتعددت التشخيصات ، وتحول المرض العارض لمأساة كتب على معايشتها يوميا ولبضعة أشهر دونما جدوى أو تقدم ....، بإختصار تيقنت تماما أن خروجى على قدمى من تلك الرحلة التى زرت فيها الكثير من الأطباء والمستشفيات ومراكز الفحوصات ، إنتصارا كبيرا بغض النظر عن مسألة الشفاء، وعلى المتضرر اللجوء فقط الى الله...
2-وفى عز الاحتياج لحضن يضمنا
وفى عز الاشتياق لحضن يضمنا
فى نهار لا يشبه أى نهار كان علي قبول فكرة رحيله، تلك التى رفض وعى إدراكها طويلا، لم يعد يجدى الأن تجاهل الامر أو فتح خزائن الحجج والمبررات كى أملأ بها الفواصل والفوارغ ليستقيم النص،،، رحل وقضى الامر، وأنا الأن أقف للمرة الأولى على قبره رغم مرور سنوات طويلة لم أستطع عمدا زيارته، تماما مثلما أحرص على تجاهل النظر لصورته رغم عبقرية مكانها فى مدخل بيته، كم أحتاجك الأن... أحتاجك دائما وكثيرا وليس فقط كلما ضغطت على الحياة بقسوة وعنف... ولكن ماقيمة الأحرف و الكلمات؟؟ فالموت لاقلب له.. لا عقل.. لا إحساس، الموت فقط لايكذب ، هو الحقيقة الوحيدة التى لا تعرف الشك، الإزدواجية ، الخيانة .. حتى أنا لم أعد أرى العالم والأشياء بدهشة الصغار كما كنت هل تصدق...؟؟
إشتقت لحواراتنا ومشحناتنا أيضا ، لقهوة الصباح و.. كبر الصغير، باتت ملامحه أقرب اليك ، بعكس شقيقته التى إقتنصت تقاسيم وجه أمها، حتى صمتها و نظرات الخجل تلك التى ذبت فيها عشقا.. هل تذكر؟إبنك لازال يعشق الكرة والتمرد، ولكنه دائما ما يفاجئنا بتفوقه... اليوم فقط حدثنى عنك،،،، لم يفاجئنى سؤاله الحائر، والذى كثيرا ما قرأته فى عينية..." هل أنتى صديقة أمى أم أبى؟؟؟ أجبته ضاحكة "صديقتك... هل تقبلنى؟؟
3 - ياعينى عليكى ياطيبة
لا مجال لمطاردة السراب، يقين أخر أدركته ولكن مؤخرا، المؤكد أننى تعلمت فن الصمت، نجحت مؤخرا فى ضبط ايقاع وجهى خشية ان تتلعثم قسماته فتبوح عيونى بما يكمن داخلى، فما قيمة الحوار او الكلمات، فالقمر ضل حدوده الإقليميه، ومن ثم لايجدى البحث عن ظله بين حطام السنين، أو تلك الوجوه المطموره داخل صندوق، والتاريخ لن يستعيد ذاته ولن تمتلىء البحار مجددا ، لا فائدة من إكتشاف الشمس ، عبق الزهور... أو تأمل ما آل إليه الكون فما هو "كائن" قد "كان" ، و"كان" يذهب دوما مع الريح، قد يقبع داخل الذكريات، وقد يعيش مطرودا .. منبوذا ، وربما حائرا بين المفقود والموجود.... المؤكد الأهم أن البحث لم يعد يجدى انتهى وكفى..
و
مفيش مركب حتقدر بالعمر ترجعك

باقي تفاصيل الرحله..هنا

24 comments:

كلمه said...

وأنا الأن أقف للمرة الأولى على قبره رغم مرور سنوات طويلة

والذى كثيرا ما قرأته فى عينية..." هل أنتى صديقة أمى أم أبى؟؟؟

bgd hayla ..... 2ash3art feha 2a5er 7aga
nice work ... wtgg :D

love4u said...

مفيش مركب حتقدر بالعمر ترجعك

كم اوجعنى هذا السطر

فى ظل اوقات اصبح فيها الماضى اجمل ما نتذكر و المستقبل هو كل ما نخاف

ياه بامانه انا سبت البوست كله و قريت السطر ده كتيير


و قعدت افكر


الواحد دلوقتى بيحس ان الدنيا دى زى لجنه امتحان و كل واخر يوم فى الامتحان و كله عاوز يخلص بسرعه و يستنى النتيجه
اسف على الاطاله

دى كانت زيارة

tota said...

واخيرا

عودة اخرى حاملة معها برودة الداخل وصقيع النفس مغلف بدفىء الكلمات لكن ابدا لا تستطيع الكلمات ان تدفىء المشاعر

الف لا بأس عليكى ولله كل مريض فيكى يا مصر فلا ينوبه فوق المرض غير الحيرة والضياع ام الشفاء فهو من عند الله وليس لنا غير الدعاء عسى الله ان يتقبل دعائنا لكى

ادراك الرحيل يا عزيزتى هو اخيرا الرضوخ للواقع والخروج من كبر الاوهام ودائما تكون لحظات افظع من لحظات الفقدان الحقيقية فى الواقع لان سنين الرفض احكمت قبضتها اكثر على المشاعر فبات كسرها صعب لكن لابد منه


نعم واخيرا لا يبقى شىء ابدا كائن ان طال سوف يتحول الى ذكريات
وكلنا سوف نكون ذكرى

الغالية عندما تكتبين تتخلصين من بعض الالام فتدفىء النفس قليلا فتعلمى ان تتكلمى دائما فتخرجى من الصقيع

تحياتى

... said...

حمدالله على سلامتك
رغم برودة الاجواء هذه الايام فمدونتك كانت مصدر دفء لى فى غيابك
المرض محنة تزداد عندنا بتحولها الى لغز الكل يحاول ان يفتى فى حله
لكنى اثق فى قدرتك على الصمود
تحياتى لك

قبل الطوفان said...

تقفين على الحافة

لكنك أيضاً تملكين ما هو أقوى من جمر الانتظار.. أن تتحرري من آلامك بإحدى طريقتين: الكتابة -وهو ما تفعلينه الآن- ومواجهة الحقيقة في المرآة..وهو ما أود منك أن تفعليه

الذي أعرفه هو أن هناك من يحب وجودك وعطاءك في هذه الدنيا..فلا تحرميهم من تلك الإشراقة ولا هذا الحنان

ثقي بأن المعاناة من المرض أو الفراق مثل موج طالعٍ..كلما ارتفع كان ذلك إيذاناً برحلة تراجعه أمام إرادتك وحبك للحياة

بعدك على بالي: لا تدفني الأحزان حتى لا تتحول إلى أشباح تطاردك كل مساء.. واجهي الحزن وستجدين أنه سيتحول يوماً إلى طوق ياسمين له رائحة الذكرى وعبق الأشواق

حائر في دنيا الله said...

حمد لله على السلامة
وفقط ابحثي عن النقاط البيضاء وانظري إليها
ستجديها بيضاء وليست العكس
مع تحياتي

مـحـمـد مـفـيـد said...

اولا عودا احمد بعد طول غياب عن الاباع
الدنيا كلها ابيض واسود فلابد من ان نرضي بالابيض ونأخد من الاسود من هو يأتي بنا الي الابيض
ولا يمكن ان تعود الدنيا للخلف مره اخري ولكن لابد من التعامل مع اخطاءنا لنستفيد منها

شيمـــــاء said...

بس مممكن المركب تكمل الحبة اللى فاضلين ومرسوم على وشها ابتسامة و خصوصا لما تمسح من دماغها كل ما هو مؤلم حتى لو بقيت دون اى ذكريات فى العمر كله اللى فات و خاصة السيئة

اجعليها تجرب المركب فى نهر الهدوء ولو لفترة

KING TOOOT said...

الجليد جوّانا بينزّل مطر ،، يكوي
وبكانا نفس الداء له صوت كئيب،، يعوي
فتّش عن الترياق في كل دار و مكان
الوحدة موت و غباء و الناس ،، دفا بيروي
وعجبي
KING TOOOT
طالت غيبتك حتى قاربت نفوسنا أن تيأس من رؤية إطلالة جديدة لكِ على عالم المدونات
عوداً أحمد و تدوينة رائعة كالعادة

Lion king said...

حمدالله على سلامتك
ايه الغيبه الطويله دي ؟

voice of love said...

حمدالله على السلامة
عودة جميلة ودافئة رغم الحزن الذى يغلف جنباتها
وحشتينى جدا .. ياريت تطمنينى عليكى
اتمسكى بالأمل واتجهى الى الله لتخفيف الألم
وثقى أننى بجانبك دائما
خالص تحياتى

admelmasry said...

حمد لربي
وشكرا ع الاستجابة

احيانا اشعر باحاسيس عدة في وقت واحد لا استطيع التعبير عنها كما ينبغي

امني لو كنت رجل مسرح قدير يستطيع التصرف في مثل هذه الامور

ولكن خلقني الله هكذا اسطر علي الاسطر شعرا

فما عساني الا ان اقول لكي


احبك جدا وجدا وجدا

كما قالها نزار

اجد مداد قلمي جف

فحتي الشعر يتستعصي

تحياتي
فقد عجزت عن التعبير

Mirage said...

مرحبا بعودتك سالمة - برغم كل شئ


يغتصب الألم كلماتك ويفرض سيطرته المطلقة عليها

هل لو طلبت منك أن تكونى أقوى ستكونين؟؟ .. ما بين الـ(ك) والـ(ن) خاصتى مسافات شاسعة


كونى لقلمك صديقة

-_- said...

اخيرا اتلقيت قصة هايلة اقراها النهاردة في رحلة بحثى بين المدونات

جميلة

Anonymous said...

سلامة القلب العائد لنبض من جديد

cast2way said...

الرحلة

قرار الخروج
قبول فكرة رحيله
تعلم فن الصمت

انتهى وكفى

والسلام

bastokka طهقانة said...

و كنت حرمانا من الماء المتدفق ده
مش حرام


رجعتي
و لا احنا اللي رجعنا

دايما جميلة

كلبوزة لكن سمباتيك said...

و ح ش ت ي ن ي

Anonymous said...

the most important thing
is never to lose your faith neither in God, All Mighty, not in yourself!!

take good care of yourself

I'll be waiting for you :)

المطالع بن الكتاب said...

ان الزمن دائرة كبيرة تتقاصر اذهاننا عن ادراك كرويتها لكبرها فنراه خطيا, تماما مثل رؤيتنا لسطح الكرة الارضية مسطحا

لذا فاننا نتعامل مع الزمن كأننا نسير باتجاه واحد الى الامام وننسى "نها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى " ولكن شعوبا اخرى بالعالم (منغوليا) تتعامل مع الزمن على انه دوري ,لذا فانهم يوزعون الحلوى عند موت احدهملانهم يؤمنون ان الشخص لا يموت بل ان روحه تتنقل من فندث جسد الى اخر

كتبت للتو مقالا عن الزمن تلخيصا لكتاب "تضاريس الزمن- كيف تتعامل الحضارات مع الزمن- روبرت ليفاين" وتجدونه على مدونة مبادرتنا
اهلا بكم

Anonymous said...

على الرغم من حنانك الواضح على كل من تحبيهم الا انك قاسيه جدا مع نفسك ارى انك هى التى تؤلم نفسها ليس البعاد ليس المرض اكثرنا نال حظه من المرض كلنا نلنا حظنا من البعاد كلنا شركاء الالم لاكن انتى سيده استعذاب الالم الاولى اعذرينى فى قولى فهو من دافع الحب
امضاء
shosho

Memo said...

جميله بس ليه جايه على نفسك قوي كده

كلبوزة لكن سمباتيك said...

بتغيبي لية يا جميلة؟
طمنيني عنك


قبلاتشي

افلام اون لاين said...

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور